لاشك ان ما حدث في واقعنا العربي من تغييرات جذرية في واقع الحياة منذ بداية الخمس السنوات الماضية لم يكن الا نتاج مد متلاطم من موجات التاثر والتاثير وعوامل كثيرة متداخلة لعب الاعلام من خلالها دوراً بارزاً في توجيه المجتمعات العربية نحو التفكير بما تعيشه من واقع في كل نواحي الحياة ؛
ان ما نعيشه حالياً من تطورتكنلوجي متسارع له تاثيراته الواضحة في السيطرة علا تفكير المجتمعات العربية وتسييرة نحو ما يخطط له فعلاً ؛
ان انفتاح المجتمعات العربية علا ما جاورها من ثقافات سيفتح الباب علا مصراعية لتنفذ منه رؤئ وافكار ومعتقدات وعادات وتقاليد متباينة مما يغدو بالمجتمعات العربية الا ان تتحول الا بؤر خصبة تتلاقح في صلبها التناقضات وتتفجر من اديم تربتها نوازع وميولات متضاربة تشكل خطراً حقيقياً علا هويتنا العربية والاسلامية الاصيلة وقيمنا الانسانية النبيلة التي تصطبغ بها عقولنا وافكارنا وثقافتنا امام هذا الانفتاح والتطور الانساني الباهر ؛
ناهيك عن المخططات التدميرية الاجنبية الخطيرة فهناك العشرات بل المئات من القنوات العربية التي تمول عربياً ومن شركات عربية تبث العشرات من الافلام والمسلسلات الاجنبية مثل المسلسلات التركية والهندية وغيرها من المسلسلات التي لا تحمل بين حلقاتها الا افكار تدميرية خطيرة تصبغ العقول باصباغ من المسخ والتقليد والتشويش المتعمد ؛
في احصائية لمجموعة من الباحثين العرب توصلت الا ان الطفل العربي يجلس لدراسة في الفصل ما يقارب 11 الف ساعة منذو دخوله المدرسة في الفصل الاول الا الخروج منها بينما يجلس في البيت امام التلفزيون ما يقارب 22 الف ساعة خلال نفس الفترة مما يعني ان تاثير الاعلام اكثر بضعفين من تاثير التربية والتعليم في المدرسة وهنا يكمن الخطر الحقيقي ناهيك عن مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من الشبكات والمواقع التصفحية المتعددة ؛
مانراه من واقع اعلامي عربي لا يتوافق وهويتنا العربية البتة ؛
وما يحدث من تغييرات عميقة في النظم السياسية لابد ان يواكبه تغيير عميق ايضاً في الاعلام للمحافظة علا ما تبقا لنا من عادات وتقاليد اصيلة وكذا توجيه العقل والتفكير العربي نحو العمل والابداع وما يوجه الحياة نحو الافضل ؛؛
عندما دخل نابليون بونابورت مصر عام 1798 ادخل معه من الادوات والمخطاطات ما يطمس الهوية العربية والاسلامية الا ان ما حدث هو العكس تماماً فقد تنبه علماء ومفكرو الامة الا هذا المخطط،الخطير الذي جاء به الاستعمارالغربي لسيطرة علا الشرق الاسلامي فتوجهوا نحو احياء التراث العربي الاسلامي الغالي فكتسبت المجتمعات العربية هويتها من منبعها الاصيل ؛؛
ما اريد ان اقوله هو ان التغيير الحالي في واقع حياتنا العربية لابد ان يواكبة اعلام اصيل يحافظ علا هويتنا وثقافتنا بعيد عن التشويش الاستعماري الحاقد
وعلا الجميع ان يتنبه بما يحدثه الاعلام من تاثير في العقول والافكار واختيار الافضل والمناسب للخروج من زاوية الانغلاق والتخلف وبما يشكل نمط خاص بهويتنا العربية بما تحمله من عادات وتقاليد ورؤئ وافكار سامية بعيد كل البعد عن ما ينادي به دعاه الانفتاح والتقليد للاخرين الذي يطمس كل معالم الحياة الخاصة بنا كشعوب عربية واسلامية