دع الآخرين يعبرون عن سعادتهم

ناك شيء سحري يحدث للروح البشرية، وهو الاحساس بالهدوء الذي يخيم علينا عندما نكف عن الرغبة في توجيه كل الاهتمام إلينا ومن ثم نسمح للآخرين بأن ينالوا السعادة.

تأتي رغبتنا في الحصول على مزيد من الاهتمام بسبب ذلك الجزء المتعلق بغرورنا حيث يهمس ” أنا متميز ، قصتي أهم من قصتك ” إنه ذلك الصوت الذي بداخلنا الذي ربما لا يخرج ويقولها بصراحة ، بل يريد أن يؤمن بأن ” إنجازاتي أهم من إنجازاتك ” وغالبا يحدث ذلك على حساب شخص آخر.
إنه جزء منا يقاطع قصة شخص آخر أو ينتظر بلا صبر دوره ليتحدث حتي يستطيع إعادة الحديث والاهتمام لنفسه.

وبدرجات مختلفة يقع معظمنا في هذه العادة التي تضر بنا كثيراً فعندما تغوص علي الفور لتجذب الحديث نحوك فأنت بذلك تقلل من سعادة الشخص أثناء المشاركة دون قصد ، وبالتالي تخلق مسافة بينك وبين الآخرين ويخسر الجميع.

في المرة القادمة التي يخبرك شخص ما بقصة أو يحكي لك عن إنجاز ، لاحظ الرغبة التي تتملكك لأن تقول شيئاً عن نفسك استجابة لحديثه.
لاحظ الرغبة التي تتملكك لأن تقول شيئاً عن نفسك استجابة لحديثه.
وبرغم أنها عادة يصعب كسرها، إلا أنه ليس أمراً ممتعاً بل حقاً يبعث عل الهدوء والثقة لأن تكون قادراً على أن تتخلي عن رغبتك في جذب الانتباه وتكون سعيداً بسعادة الشخص الآخر.

وبدلاً من التسرع والقول : لقد فعلت نفس الشيء ذات مرة .. أو خمن ماذا فعلت اليوم ؟
تحكم بلسانك ولاحظ ما يحدث . فقط قل: ” هذا رائع ” أو من فضلك أخبرني بالمزيد
واترك الأمر على هذا الحال .. سيحصل المتحدث إليك على متعة أكبر، ولأنك أكثر حضورا وتنصت إليه باهتمام سوف يشعر بأنه ليس في موضع منافسة معك، والنتيجة أنه سيكون أكثر استرخاء في وجودك وأكثر ثقة بنفسه وأكثر اهتماماً وأنت أيضا ستكون أكثر استرخاء لأنك لن تكون جالساً على حافة مقعدك منتظرا دورك.

ومن الواضح أن هناك مواقف كثيرة يكون فيها من الملائم جدا تبادل الخبرات والمشاركة في تفاخر واهتمام أكثر وليس الابتعاد عن ذلك.
إنني أشير هنا إلي ضرورة نزع هذا من الآخرين، وما يدعو للسخرية أنك اعتدت أن تحتاج إليه من الآخرين يستبدل به ثقة داخلية هادئة تأتي نتيجة ترك الآخرين والسماح لهم بالحصول عليها.

تفاصيل المقالة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *